الثلاثاء، 26 مايو 2015

في يوم الشوفة ... أهم شيء الأخلاااااااااااااااااااااااااااق
الحلقة 12 من يوميات معلمة صابرة

الزمان : الخميس الساعة 10 صباحاً قبل عشر سنين ..
المكان : غرفتها اللي هي أصلا فراش بالأرض تلفه لي قامت من النوووووووم
فتحت عيونها وشعرت بفرحة وبرغبة كبيرة في التمغط ( حركة يسويها اللي يقوم من النوم لتمديد العضلات )
سألت نفسها ليش هي فرحانة ؟؟
جاوبت بينها وبين نفسها ( اجابات متعددة ) يمكن لأنه الخميس اجازة ومافي دوام وحصص ؟؟!! الجواب لا
طيب يمكن عشان ما عندها تحضير الأسبوع كله اختبارات ؟؟!! برضو الجواب لا 
اممممممممممممممم اهاااااااااا تذكرت اليوم جاييني عريس ؟!! ونقزت من فراشها من قووووة الفرحة والنشاط الذي دب في جسمها .... وتذكرت ان لازم لها مشوار للكوفيرة عشان تفرك خشتها وتسوي لها تنظيف بثرة أقصد بشرة ..
وخرجت تدور على اخوها يوديها وهي تصيح بصوت كأن حنجرتها صايرة مكرفون ياعللللللللللللللللللللللللللللللي علللللللللللللة !! 

جاء اخوها من غرفته متوهق وخرعااااااااااااااااان ( يعني يشعر بالخوف ) وحاط يده على صدره ويقول : وش فيك صابرة ؟؟؟
ردت عليه : مابي شي بس ابي ألحق اروح مشواري ألحين .. يادوب يمديني العصر اخلص ..
رد عليها وقد انتفخ وجهه وصاير لونه مووووووووووف ( طبعاً مافي أمل للشباب السعودي يصير اللون وردي ) : عمىىىىىىىىىىىى كل ذا عشان ضيوف اليوم أقول اهجدي ترينه بيشوفك ويقضب الباب ويمكن تجيه روعة زي روعتي قبل شوي من ذي الخشة بسم الله .. ويصير فقعي وجهي ان تزوجت والا حتى حلمت بالزواج 
ردت عليه صابرة بكل ثقة : أنت أصلاً ما تفهم في الجمال ولا عندك ذووووق جمالي نوع خااااااااص لا يفهمه أشكالك اللي حده في الزين هايدي .. أنا أنا ااا...
قطع كلامها : اقول يازينك ساكتة يالله لك الحمد ( كلمة تنقال اذا شيء ماعجبك ) بس حبيت أجهزك للصدمة .. يالله اخلصي اوديك عسى الله يفكنا منك .. ويصير نصيب مع ان الأمل ضعيف .!!
نظرت له صابرة بنظرات كلها كبرياء وشموخ وثقة لا نهاية لها قالت لنفسها هذا ( تقصد بها عريس الغفلة ) اذا ما انهبل من جمالي ما أكون صابرة !!
راحت وركبت ونيت اخوها علي وقالت يا قدمك انت وسيارتك هذه بكرة اركب لكزس والا كامري ( على بالها انه كشخة تسمع اخوانها يفحطون به))
انتهت من الكوفيرة وقد تمت العمليات الإصلاحية بنجاح منقطع النظير ..
وجت البيت ولقيت الضيوف في انتظارها ..
الموهم لبست وتكشخت وحاولت تخفف من المكياج على بالها ما تبي تغشه .. شافها اخوها علي وقام يصارخ عليها : وش فيك تمسحين وجهك ..
قالت وهي تتدلل وبصوت كله دلع وخنج ( يعني صاير الصوت يخرج من خشمها ) : ياعلي ما ابي اغشه واخدعه لازم يشوف جمالي الحقيقي.. 
رد علي وهي بيفطس من الضحك : يرحم والديك غشيه بس فكينا .. ترين انتي ماخذه كف ( يعني قلم بالمصري ) في نفسك يعني من ضحك عليك قالك انك حلوة ؟؟!!
ردت عليه باحتقار مفتعل : اوووووووووف وبعدين معك ؟؟..
قالها علي : يالله العريس يحتري دخولك الميمون ..
قامت لتتوجه لمكان اللقاء.... فجأة شعرت بقلبها انقبض بقوة وشعرت بخرعة قوية لدرجة انها صارت تمشي وهي تسحب رجولها سحب وتحولت مشيتها لمشية عرجاء ... وقالت في نفسها الآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآلآن ( حصحص الحق ) <<<< كلمة لغة عربية فصحى
وتمشي وتهذري مع نفسها : ياصابرة هالحين ماحدن يسمعك لا علي أخوك ولا المهابيل اخوانه ياصابرة اعقلي ترا كلام علي صدق بيشرد العريس ياصابرة احفظي ماء وجهك وقولي ما ابي بكمل ماجستير دكتوراة محو امية أي شيء الموهم ولا الفشايل !! ياصابرة اعقلي ... ردت على نفسها لا بجررررررررب ويصير خير ..
دخلت المجلس شافته شعرت ان قلبها بيوقف .. ووندبت في نفسها وقالت : ياويلي ويلاااااااااة هذا لو يحط كحل ويحلق الشنب أنا أخطبه من حلااااااااته ... يمة وش بسوي الحين هو أكيد بيشرد ويقضب الباب ... جلست على كرسي قريب منه وقامت تغمض عيونها ماتبي الفشلة أكثر ..
وساد الصمت وقلبها يضرب ضرب تسمعه اذونها ... وهي مغمضة عيونها .. فجأة سمعت صوت هادي يقولها : صابرة ليه مغمضة عيونك ؟؟
فتحت عيونها بقوة ونظرت اليه لترى أجمل ابتسامة في الحياة .. لا شعوريا بتبتسم رداً على ابتسامته وتذكرت التقويم بضروسها وبحركة من يدها على فمها تحولت إلى لطمة على فمها لتلحق براطمها قبل أن تكشف عن أشين ضروس 
رد بسرعة مشفقا عليها من اللطمة : ترفقي ياصابرة ..
فجأة شعرت صابرة أنها بتذوب وتحول الذوبان إلى شعور قوي بالنعااااااس والنوم ( قمة الانفعالات النفسية ) أجل هو كماااااااااااااااان رومنصي وانا وين اروووووووووح لا لا أكيد رحت وطي ( تهذ ري في نفسها )
ردت عليه فجأة وبدون مقدمات خلاص مافيها تتحمل اكثر .. وهي تنظر له بنظرات ناعسة ( اعتقد انها انحولت في تلك اللحظه ) : وش رأيك فيني ؟؟
وهذا السؤال سرى في المجلس بكهرباء كهربت أخوها عليَ لدرجة انه فرصع فيها (أي فتح عينه بقوة ) اعلاناً منه بقرب استشهادها على يدي أخوها ..
وهي ماهمها في أحد لأن شعورها تلك اللحظة أنها في مهمة انتحارية 
تبسم العريس ليرد الرد الذي زلزل صابرة وفهمت منه كل ما يرغب ذاك العريس في قوله :
المهم الأخلاق ..
هنا شعرت صابرة بغضب مع رغبة في البكااااااااااااااااء لا النحيب من قوة الفشلة
واستدارت بقوة لتخرج بسرعة البرق وأثناء خروجها رمقت بطرف عيونها الصغيرونه نظرة شماته من عيون أخوها علي .. لتجري مسرعة وتعلن بصوت معلمة في ساحة المدرسة أنا ماني موافقة ..
دخلت غرفتها وقالت وهي تناظر في فراشها على الأرض وشعرت كأن فراشها يتشمت بها ويقولها مافي مني فكة وترد صابرة عليه : هااااااااااااااااااا لا تشمت راح أغيرك بغرفة نوووووم قريباً ..
فهل ياترى تنجح مساعي صابرة في البحث عن عريس الأحلام والا انها بتهذري مع فراشها كثير والنتيجة ؟؟ معروووفة ؟؟




يوميات معلمة
يوميات ( صابرة )
الحلقة الأولى ( يوم " كفاحي " دراسي واحد )


هي معلمة اسمها صابرة ومتزوجة من محمود ولديها ثلاثة أولاد ، أصبحت معلمة على السلم الوظيفي بمستوى " متواضع " لا تدري متى ؟ وكيف ؟ ولماذا ؟ وأين ؟ وكلما فكرت في الأسئلة الأربعة ازدادت حيرة بل شكت في جدوى شهادتها الجامعية وجنح بها خيالها لآفاق واسعة وتاهت في بحور من الأسئلة على سبيل المثال لا الحصر ، ما قيمة شهادتها خارج بلادها ؟ وماذا يحدث لها لو لم يكن هناك وزارة " واحدة " تتكفل بتعيين أكثر خريجات الجامعات ؟ كل هذا وهي تحسب وتقارن بين مصاريف الوظيفة وراتب المستوى المتواضع ولا تصل إلا لنتيجة واحدة عبارة عن سؤال أيضاً ، كم سيكون راتبي عند تقاعدي على هذا المستوى ؟
يا إلهي رأسي يؤلمني آآآآآآآآآآآآآآآآآه ما هذا الصداع ؟ 
لابد أن أعطي عقلي فسحة ليتسع للنشاط والريادة والمناوبة والاحتياطي والأساسي والملاحظة والتصحيح والطابور الصباحي والتأخير والانصراف وطلبات المرشدة الطلابية والمساعدة والمديرة ومعلمات المادة والموجهه والتحضير والطالبات والدرجات والخالة والحارس ..... خلااااااااااااااص يكفيكم رأسي يدور !! 
في هذه اللحظة ....
استيقظت من نومها على صوت آذان الفجر منادياً ( الصلاة خير من النوم ) وهي تتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وهي تحاول التقاط أنفاسها المتسارعة وتحمد الله على سلامة عقلها إلى الآن ، وككل يوم بدأ يومها بنصيبها اليومي من الكفاح المعتاد { محاولاتها الفاشلة لإيقاظ الزوج } ثم أكملت جدول الكفاح اليومي وامتدّ صوتها لإيقاظ الأولاد للمدرسة وهي تحاول وتحاول دون يأس ( فاليوم ما زال في أوله ) ثم لم تنسَ نصيبها من الكفاح النفسي والبدني لإنجاز مهمة صاروخية خلال دقائق فهي تلبس ملابسها وتضع مكياجها الخفيف وتسرح شعرها وتجهز أولادها لمدارسهم ثم تتذكر فجأة عند سماعها لسمفونية الشخير العالي ، [وهي تحدث نفسها وتقول :ياإلهي سوف أقتله ] فتصرخ بصوت المراقبة المعروف في كل مدرسة : يامحمووووووووووووود استيقظ !! 
وفي الطريق تحث الزوج على الإسراع بها ، فهي تكافح ذلك الوحش الأحمر الذي يستقبلها كل صباح في مدرستها ( الخط الأحمر )
لتصل في النهاية قبل أو بعد الخط الأحمر وهي تسأل نفسها لماذا هو أحمر اللون ؟ هل له علاقة بالدم أم بالنار ؟ ومع التفكير في هذه المسألة ، توصلت أن له علاقة بكليهما فهو يرفع ضغط الدم وكذلك يصحبه تعليقات نارية تساعد على غليان الدم .. 
ثم تقف في الطابور الصباحي لتسمع مهزلة الاصطفاف الصباحي والنظام الذي لم ولن يحدث أن يغرس في نفس الطالبة بالطرق القديمة التي عفا الدهر عنها كل هذا وهي تكافح الملل الكبير من السيناريو المتكرر الصباحي مع انه في السنوات الأخيرة قد خففت وطأة الملل ظاهرة تسمى بـ " النشيد الوطني " الذي أصبح لزاماً على الطالبات يرددنه كل صباح ..
وبعد ذلك تدخل فصلها ( في مملكتها حيث يعلو صوتها وتسمو نفسها وتتخلص من مرارة كفاحها وكأنها تعزف وتغني بأعذب صوت ) ولا شيء ينغص صفوها إلا بعض المقاطعات اليسيرة ، أو أن تصطدم بطالبة سيئة خلق ،
وقبل أن ينتهي يومها تجري هنا وهناك في ردهات المدرسة وبين فصولها لينتهي يومها وهي لم تنجز ما عليها بسبب المهمات الم****ة الطارئة والإضافية أو حصص الاحتياط التي تكلف بها " 
خاصة وأنها أغضبت إدارة مدرستها بتأخيرها الصباحي " ( حسب ساعة الإدارة ) 
وكما جرت العادة في نهاية دوامها أخذت صابرة تجمع أوراقها وسجلاتها ومن ثم تحشرها في أكياس شتى بعد أن طفحت حقيبتها وفاضت بالأوراق والسجلات والأكياس ، تئن وتشكو من وفرة أوراق وسجلات صابرة وكأنها تقول : ألا تملين من كثرة هذه الأوراق ..
وكأن صابرة " تسمعها فترد عليها وهي محتسبة أجرها عند خالقها بحشو مزيداً من الأوراق ، حتى عجزت الحقيبة والأكياس معلنةً احتجاجها و رفضها حمل المزيد فتنبهت صابرة لهذا التمرد والاحتجاج عندما تبعثرت بعض الأوراق والدفاتر لعجزها عن الاستقرار في رحم تلك الأكياس والحقائب ، فتوقفت ممنية نفسها أنها ستأخذها في الغد " إن شاء الله "
وهنا تذكرت أن عليها أن تسرع الخطا وتهرول في مشيها علّها تدرك الهم الشهري ( المناوبة ) والذي يعاني منه أطفالها وزوجها محمود والذي ( قد – أو - لا ) [ الإختيار هنا بحسب المزاج ونوعية وثقافة وتحمل الزوج مسؤولية تربية الأولاد ] يأخذ على عاتقهُ دورها كأم بالإضافة لدوره الأبوي " ..
تنظر لساعتها وتسابقها لتكون أول من يصل إلى باب المدرسة لكي لا يصيح الحارس بمكبر الصوت " يا منااااااااااااوبة " وين المنااااااااااااااوبة ؟ ( وهنا تتذكر زوجها لا تدري لماذا ؟ )
تقف وتقف وتقف وتنظر لساعتها الآن أصبحت بطيئة تزحف عقاربها كالسلحفاة ، ثم تحتسب الأجر والثواب وتفكر في أولادها وتستحفظهم عند ربها فالله خير حافظا ... 
كل هذا وهي تنظم السير والخروج وتصلح حجاب أو تقوّم سلوك أو تصرف أو خلق سيء علّ هذا الكابوس الشهري ينتهي على خير ( وتقصد هنا سلامتها البدنية والنفسية )

فيجمح بها الخيال أحياناً من الملل وتتخيل لو تهّجم عليها ومن معها رجل أو رجال أو عصابة ماذا تفعل لتحمي الطالبات ؟ بل ماذا تفعل لتنجو هي بجلدها ؟
فترتعد خوفاً ثم تتوقف عن هذا الجموح لتقول في سريرة نفسها " يارب أستر ، يارب أستر " ويرد على ذهنها مقطع لمسرحية عادل إمام عندما يقول : دا أنا غلبااااااااااااااااااااااااااااان ..


أخيراً مرت ثلاث ساعات وبقي طالبتان تكمل كفاحها أو ما تبقى منه
فتقوم بالإتصال على ذوي إحداهن فيرد والدها بصوت نائم غاضب : من ؟ 
فترد صابرة بارتباك :
أنااا ، المعلمة من مدرسة ابنتك " هنا جمعت شجاعتها
بصوت واضح " لماذا تأخرت على ابنتك ؟
فيرد : وانت وش دخلك ؟
فتقول له : أنا ؟ ! تدخلت لأني أنتظر معها وتأخرت عن أولادي .
يرد : وهذا هو عملك إللي تأخذين عليه فلوس ..
تقاطعه وقد احمر وجهها غضباً :
ستأتي وتأخذ ابنتك ولا أخرج وأتركها لوحدها 
( هنا تعرف فداحة كذبتها وعدم جرأتها على تلك الخطوة )
فيرد : خلااااص سأحضر الآن .. تنهي المكالمة التعيسة 
ويأتي الوالد بعد 40 دقيقة وصابرة تكاد تنفجر بكاءاً وغضباً و ( فرحا بقرب الفرج ) 
وتقوم بالمكالمة الثانية فلا مجيب فتقرر أن توصل الطالبة الأخرى إلى بيتها ..
وعندها انتهت معاناتها المدرسية لتبدأ مع دخولها لبيتها معاناتها المنزلية  

وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا معلمة